حين دخل المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) مكة بعد الفتح
قام ومعه الصحابة الأطهار بتحطيم الأصنام المقامة حول الكعبة
إعلانا لعبادة الله الواحد الأحد دون شريك أو وسيط يقرب العباد إليه
والان وبعد مرور اكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان على هذا
الحدث العظيم في تاريخ الإسلام هل انتهت عبادة الأصنام ؟ !
أم أننا مازلنا نعبد أصناما ؟!!!!
الواقع يشهد أننا مازلنا نعبد الأصنام , فقد استبدلنا الأصنام الحجرية
بمسمياتها المعروفة ( هبل - اللات ...... ) في ذلك الوقت بأصنام
أخرى من صنعنا نحن , أصنام قد لا تكون مرئية للعيان ولكنها واقع
نعيشه ونمارسه كل يوم , تحكم تفكيرنا وسلوكنا وعلاقاتنا وحياتنا
هذه الأصنام منها ما هو اجتماعي ومنها ما هو سياسي وكذلك منها ما
هو ديني , والأمثلة على هذه الأصنام كثيرة , منها على سبيل المثال
وليس الحصر :
· عادات اجتماعية سيئة نهانا عنها الإسلام مثل المغالاة في المهور في
بعض المجتمعات العربية مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة العنوسة بين الفتيات
والشبابرغم ان الرسول حطم هذا الصنم حين قال ](إذا خطب إليكم من ترضون
دينه وخلقه فزوجوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض )
ولكننا جعلنا من هذه العادة صنما يعبد !
·وكذلك عادة أخرى وهي عادة الثأر في مجتمعات عربية
عديدة مثل مصر , وهي عادة لها آثار خطيرة على المجتمع وهي عادة تنافي العقل
والمنطق والدين , ورغم أن الدين الإسلامي دين تسامح وعفو
إلا أننا جعلنا من هذه العادة صنما يعبد !
·وكذلك من الأصنام التي نعبدها أننا جعلنا أشخاصا آلهة لا يجوز الاقتراب منهم ولا
من أفكارهم واختزلنا الدين في هؤلاء الأشخاص وفي آرائهم , ناسين أو متناسين أن
الدين الإسلامي أتاح لنا حرية التفكير
وحرية استخدام العقل طالما انه لا يتعارض مع النصوص الثابتة والواضحة الدلالة
وناسين أن الإسلام ليس فيه رهبنة ولا رهبان وأنه لا عصمة لاحد من الخطأ
وانه لولا الحرية التي أتاحها الإسلام للفكر لما رأينا هذا التعدد في المذاهب الفقهية
ولما ظهر لدينا هؤلاء العلماء العظام في تاريخ الإسلام
ولكننا جعلنا من هؤلاء الأشخاص أصناما تعبد !
·ومن الأصنام أيضا أننا قد نؤدي فروضنا كاملة من صلاة وصيام وزكاة وغيرها
ولكننا نؤديها على أنها مجرد عادات توارثناها فقط , ونفصل بينها وبين سلوكنا
في حياتنا اليومية فلا يكون لها أي تأثير فنصلي ونكذب , ونصلي ونسرق
ونصلي ونرتشي , ونصلي ونخون الأمانة , ونصلي ولا نفي بالوعد
ونصلي ولا نحسن معاملة جارنا , لا نحسن تربية أبناءنا ولا ولا ولا
ألف لا نفعلها في حين أن صلاتنا تأمرنا وتنهانا عنها , فأصبحت صلاتنا
صلاة شكلية بدون مضمون , أصبحت فروضنا فروض عادة
وصلاتنا صلاة عادة وليست فروض أو صلاة عبادة !
هذه بعض الأصنام وهي قليل من كثير ولا اريد الاستفاضة اكثر
فهي كثيرة كثيرةولو نظر كل منا في داخله
لوجدها وتعرف اليها